من عربة متجولة لأربعة عشر فرع لمطعمها الخاص، ثم حازت على جائزة أفضل سيدة أعمال في الهند!
باتريشيا نارايان فتاة هندية كانت تبلغ السابعة عشر فقط عندما تزوجت سراً من حبيبها الذي كان يكبرها بثلاثة عشر عاماً، من عائلة فقيرة جداً، لم تكن تعمل باتريشيا ولم تفكر مطلقاً في فكرة العمل نفسها.
بعد سنة، قام زوجها السري بتهديدها لتخبر أهلها عن زواجهما إما سيفعل هو.
وبعد الإفصاح عن الخبر، غضب منها والديها بشدة خاصة عندما كانا يشاهدون زوجها سكير أغلب الوقت، فلم يكن فقط تحت تأثير الكحول ولكن كان أيضاً مدمن للمخدرات.
مرت السنوات وأصبح لديها: طفلين للاعتناء بهما، تبرء عائلتها منها، وزوج مدمن يعنفّها ويسرق مالها لكي يشتري المزيد من المخدرات.
يئست من أن تجد حلاً ، وبالطبع ساعدها أبوها كثيراً حتى بالرغم من غضبه منها، ولكنه ساعدها ودعمها لكي تقف من جديد وتستقل بنفسها.
بعد العديد من المعاناة هنا وهناك، وبحث ومحاولات لتقف مجدداً ، قفزت في عقلها فكرة، فلطالما كانت شغوفة بالطبخ وصنع الطعام، اقترضت بعض المال من أمها وبدأت صنع كميات صغيرة من الكوسة، المربي، والمخلل ، وكانت أمها تأخذ ما تصنعه يومياً لعملها لتبيعه لزملائها وأصدقائها في العمل.
يوماً بعد يوم، أصبحت محترفة في هذا العمل الصغير واستثمرت كل ما ربحته منه في تمويل هذا المشروع مجدداً.
ومن ثم، أتي والدها لها بفرصة جديدة أذهلتها، فصديقه يفتح مدرسة للأطفال المعاقين ويعرض عربات متجولة أو أكشاك لكل من يستطيع أن يوظف على الأقل طفلين من أطفال هذه المدرسة، ووافقت باتريشيا على الفور وكأنه القدر!
أخذت الفرصة، وبدأت في تدريب الأطفال على خدمة الزبائن، وعملت بجد على هذه العربة الجائلة منذ عام 1982 وحتى 2003!
خلال ذلك الوقت كانت قد لفتت الأنظار لعربتها فقد رأى أحدهم عملها الجاد، وكان هذا الشخص رئيسة مجلس تخليص الأحياء الفقيرة!
فقد عرضت على باتريشيا أن تدير كافيتريا مكتب المجلس خاصتها، مع مطبخ مجهز بالكامل وبالطبع وافقت، ولذلك منذ الخامسة صباحاً وحتى التاسعة صباحاً كانت تذهب إلى الشاطئ حيث استقرت عربتها التي ملئت بالطعام، ومنذ التاسعة صباحاً وحتى الثالثة والنصف عصراً كانت تعمل بالكافيتيريا، ومن ثم تعود مجدداً لعربتها حتى الحادية عشرة مساءاً.
بدأت في بناء صورة جيدة لعملها وبعد مرور وقت قصير قدم إليها عرض عمل لتدير كافيتيريا بنك المادوراي حيث ستخدم ثلاثمائة شخص يومياً، ولكثرة عبء العمل عليها توقفت عن العمل في كافيتيريا المجلس.
وبعد شهور، وبصدفة خالصة توقفت أمام مدرسة تدريب إدارة الموانئ الوطنية التي تديرها الحكومة المركزية، استأذنت لمقابلة المدير وخلال اجتماعهم أخبرته عن عملها وما تفعله لتسأله عن فرصة عمل لديهم، وبالفعل وافقوا وجعلوها تخدم حوالي 700 طالب بـ 3 وجبات يومياً، ونجح عملها من اليوم الأول.
وبعد وقت قصير جداً عُرض عليها أن تشاركهم في واحدة من فروعهم، ولكن ابنها أراد لها أن تبدأ مشروعها الخاص وتبني اسماً لعائلتها، وعندما بدأت الأمور أن تسير على ما يرام، فقدت ابنتها وزوج ابنتها في حادث سيارة بعد مرور شهر من زواجهما، حتى قبل أن تستطع تحويل مسار عملها.
في عام 2006 وبعد صدمة ومعاناة لفقدانها، أخذ ابنها مسئولية كل شئ وبدأ مطعمهم الخاص باسم ابنتها "سانديفا".
وبعد ثلاثون عاماً من بيع الطعام على العربة المتجولة، الآن لديها أكثر من مائتي شخص يعملون تحت إشرافها، بربح حوالي مائتي ألف روبية في اليوم، ولديها 14 فرع من مطعمها الخاص، وفازت بجائزة أفضل سيدة أعمال في الهند.
Written by Samah Hesham
Comments